سورة الأنعام - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنعام)


        


{وهو الذي أنزل من السماء ماء} يعني: المطر {فأخرجنا به نبات كلٍّ شيء} يَنبت {فأخرجنا} من ذلك النَّبات {خضراً} أخضر، كالقمح، والشَّعير، والذُّرة، وما كان رطباً أخضر مما ينبت من الحبوب {نخرج منه} من الخضر {حباً متراكباً} بعضه على بعض في سنبلةٍ واحدةٍ {ومن النخل من طلعها} أوَّل ما يطلع منها {قنوان} يعني: العراجين التي قد تدلَّت من الطَّلع {دانية} ممَّن يجتنيها. يعني: قصار النَّخل اللاَّحقة عذوقها بالأرض {وجنات} أَيْ: وأخرجنا بالماء جنَّات {من أعناب والزيتون} وشجر الزَّيتون {والرمان} وشجر الرُّمان {مشتبهاً} في اللون: يعني: الرُّماني {وغير متشابه} في الطَّعم. أي: مختلفة في الطَّعم. وقيل: مُشتبهاً ورقها، مُختلفاً ثمرها {انظروا إلى ثمره} نظر الاستدلال والعبرة أوَّل ما يعقد {وينعه} نضجه {إنَّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون} يصدِّقون أنَّ الذي أخرج هذا النَّبات قادرٌ على أن يحيي الموتى.
{وجعلوا لله شركاء الجن} أطاعوا الشَّياطين في عبادة الأوثان، فجعلوهم شركاء لله {وخَرَقوا له بنين وبنات} افتعلوا ذلك كذباً وكفراً، يعني: الذين قالوا: الملائكة بنات الله، واليهود والنَّصارى حين دعوا لله ولداً {بغير علم} لم يذكروه عن علمٍ، إنَّما ذكروه تكذُّباً. وقوله: {أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة} أَيْ: مِنْ أين يكون له ولدٌ؟ ولا يكون الولد إلاَّ من صاحبةٍ، ولا صاحبة له {وخلق كلَّ شيء} أَيْ: وهو خالق كلِّ شيء.


{لا تدركه الأبصار} في الدُّنيا؛ لأنَّه وعد في القيامة الرُّؤية بقوله: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة...} الآية. والمُطلق يحمل على المقيد. وقيل: لا يحيط بكنهه وحقيقته الأبصار وهي تراه، فالأبصار ترى الباري ولا تحيط به {وهو يدرك الأبصار} يراها ويحيط بها علماً، لا كالمخلوقين الذين لا يدركون حقيقة البصر، وما الشَّيء الذي صار به الإِنسان يبصر من عينيه دون أن يبصر من غيرهما {وهو اللطيف} الرَّفيق بأوليائه {الخبير} بهم.


{قد جائكم بصائر من ربكم} يعني: بيِّنات القرآن {فمن أبصر} اهتدى {فلنفسه} عمل {ومن عمي فعليها} فعلى نفسه جنى العذاب {وما أنا عليكم بحفيظ} برقيب على أعمالكم حتى أجازيكم بها.
{وكذلك} وكما بيَّنا في هذه السُّورة {نصرِّف} نبيِّن {الآيات} في القرآن ندعوهم بها ونخوِّفهم {وليقولوا درست} عطف على المضمر في المعنى والتقدير: نصرِّف الآيات لتلزمهم الحجَّة وليقولوا درست، أَيْ: تعلَّمت مِن يسار، وجبر، واليهود. ومعنى درس: قرأ على غيره، ومعنى هذه اللام في قوله: {وليقولوا} معنى لام العاقبة، أَيْ: نصرِّف الآيات ليكون عاقبة أمرهم تكذيباً للشَّقاوة التي لحقتهم {ولنبينه لقوم يعلمون} يعني: أولياءه الذين هداهم، والذين سعدوا بتبيين الحقِّ.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11